Tuesday, September 09, 2008

شاهد من الدويقة مش قصة ولا مأساة




انا كنت قبلها بيوم واثنائها وبعدها لحد يوم الاثنين هناك في الدويقة باصور حاجة سوريالية شوية لمشروع باحلم بيه من 10 سنة
اسمه ياماكان مصر
مالهاش علاقة خالص كان معايا الكاميرا والمصور وكل الناس ومقدرتش أصور لقطة واحدة للكارثة ولا للناس
زخم المشاعر كان قوي وتقيل
كأني عايم فوق بحر من الطين والزيت
والدم
واحد قعد يحكي
وده الكلام اللي لزق في مخي
رجل 1: الحجرة وقعت فوق ييجي خمسين بيت هرستهم
رجل 2: كلهم ؟
رجل 1 :
بس مش كلهم فيه ناس عايشة تحت
رجل 2: عايشين ازاي يعني؟
رجل 1 : زي مابقولك كده ده انا حتى اختي واولادها الخمسة تحت ( قالها مش ببرود ولا غيبوبة يمكن استسلام وأمل رهيب في ان حاجة تحصل مثلا حد يضربة او يدلق في وشه خاجه ويفوق ويعرف ان ده كابوس-)لكنه ماصحيش
الراجل التاني بص له وكأنه خارج لسه من قصة لماكسيم جوركي أو حتة من مآسي تشيكوف اللي تخطف القلب وقاله برصانة تليق بالحدث : و هي عاملة ايه دلوقتي ؟
المفاجأة كانت في رد فعل أخو الست وخال الخمسه انه رد : الحمد لله هي بخير
بس مش عارفين باقي العيال
عشان البيت كله مشتري عدة موبايل واحد وهو معاها
وهي محشورة في اوضة النوم الدولاب وقع فوقيها حماها
وبتكلمنا م الموبيل
ده حتى طلبت فطار
ااصلها صايمة
ياريتها كانت في المطبخ
واهو النملية برضه كانت تحميها
رجل 2 : اوانت عملت ايه يعني
رجل واحد 1 : جبت خرطوم طويل
ووقفت فوق بيتها
وقمع
وجركن تمر هندي
وابتديت اكلمها وانا بادلق يمكن يوصلها
لكن مقدرتش أكمل
العساكر جم وقالولي استنى المكنة الكبيرة
تيجي تشيل الحجرة الكبيرة
ونطلع الناس
كلهم
مش اختك بس
انا بصراحة
ميلت الجركن وسيبته هو والخرطوم
مش هارف لو اختي هي اللي بتشرب منه دلوقتي
ولا عيل من عيالها
ولا واحد تاني
بس وادينا مستنين المكن الكبير
والمكنة الكبيرة
بس انا قلبي متوغوغش
انهم مايلحقوش السحور
نظر بجواره للرجل 2 وجده يقف امام الكاميرا
طبعا مش بتاعتي
بتاعت التلفزيون
وكان بيتكلم عن جهود الانقاذ والنجاح المستمر
وطلب السيد رئيس الجمهورية
بدراسة حل سريعلمشكلة العشوائيات
بص له الراجل 1
وهو بيسمع كركبه
اتهيأله انه شاف الجركن والخرطوم وحته هدوم متربة بترفعها كراكة لفوق وبترميها على جنب
وقعد
في عبه شوية أمل
.............
هناك حيث
يدوسون أحلامهم
بين ركبتيهم
ويتركون الأشرعة بلا
هبة ريح واحدة
هناك حيث تحرك الجبل مرة لسمعان الخراز
ومرة لصلاح الدين وهو يحرق بيت الحكمة الكافر
تحرك للمرة الثالثة مكرر
هناك يدسون الاحلام
ويعلقون الأمل
في اتتظار الغد
الذي بالتأكيد سيكون جميلا ومريعا في آن
ولكن أي الأطراف ستروع؟
وأيهم سيسعد؟



محمد حسان