Monday, May 29, 2006

ورطة

قصة قصيرة
نشرت في مجلة الصدى الإماراتية
وتمت ترجمتها لإنجليزية
والألماني والصربية
قريبا سيتم نشر
الترجمات هنا

ورطة
محمد حسان

عندما اقتنصت البنت الفرصة وانفلتت من يدي متوجهة لداخل محل لعب الأطفال، تسمرت في ومكاني ألقيت الذنب علي انسياقي وراء غواية الإعلان الذي يدعوني للشراء بمبلغ معين –كبير- لتتاح لي فرصة الاشتراك في السحب اليومي الذي تبدأ جوائزه من فانلة بيضاء عليها رمز المحل الكبير وتنتهي عند سيارة كبيرة،حديثة.
وقفت لمدة ثانية واحدة لأقرأ وفي اللحظة ذاتها انفلتت دينا من يدي .
لم يكن أمامي من خيار سوي الوقوف أمام محل لعب الأطفال وانتظار دينا ابنتي حتى تخرج.
بدأت البنت في التحرك داخل المكان مستعرضة الألعاب،متحركة بينها،بل ومجربة لبعضها أحيانا.
ما العمل؟
هل أدخل خلفها وأسحبها بهدوء من يد البائعة المبتسمة التي أمسكت بيد دينا؟
كل ما علي قوله: آسف ...
ثم أوجه كلامي لدينا: لقد تأخرنا علي ..........
ثم اسحبها بسرعة من يد البائعة المبتسمة وأخرج بها سريعا من المحل حتى ولو اضطررت لحملها.
ولكن ماذا لو تمسكت البنت بيد البائعة بقوة وبيدها الأخرى بإحدى الألعاب؟
لم أستطع تخيل حجم الكارثة والفوضى التي ستحدث ناهيك عن الصريخ.
أيضا ومن أين للبائعة أن تعرف أنني أبو الطفلة؟
علي أن أتحرك بسرعة قبل أن تضحك البائعة المبتسمة علي عقل البنت وتقنعها بلعبة،ومن ثم تتمسك بها وتحرجني واضطر إلي...
إلى ماذا؟
أن أشتري .
وهل معي نقود للشراء أصلا؟
لقد نبهت علي دينا من قبل وقلت لها : سنخرج لنتجول داخل المبني التجاري الكبير، الحر خانق بالخارج والرطوبة عالية، علينا أن نتمشي ونشاهد المعروضات ونستمتع بالتكييف .
وان أردتني شراء شئ ما عليك أن تتذكري مكان عرضه، وعندما أعمل، سأشتريه من أول مرتب.
وأخرجت كل النقود القليلة من جيبي وأريتهم لها.
وقفت خارج المحل أختلس النظرات لتحركاتها داخل المحل منتظرا خروجها بسلام.
انتظرت كثيرا حتى ظهرت البائعة المبتسمة وهي ممسكة بيد دينا التى أشارت نحوي.
اتسعت ابتسامة البائعة وهى ترمقني ثم سحبت يد دينا وسارت تجاهي .
توقف قلبي عن التحرك وازداد العرق.
مدت البائعة المبتسمة يدها لي واتسعت ابتسامتها اكثر وقالت كلاما غير مفهوم بلكنة غريبة, اختلطت فيه اللغتان الإنجليزية و العربية بلغة اخري ربما كانت ا لهندية.
ولم افهم من كلامها إلا القليل الذي يحوي الثناء علي ذكاء دينا.
وبينما كنت انتظر اللحظة التى تنتهي فيها البائعة من الكلام.
كنت اتابع نظرات الثقة الشديدة التي ترسل إشعاعاتها من عيني دينا وتغطيني كاملا.
مصحوبة بابتسامة طفولة بدت بريئة بدأت في الاتساع.